لمَ حرمنــا من كـــل شيء؟
إنني إنســــان
خـــلقت من تربة هـــذه الأرض الطبيـــة
شـــربت من ماءهــــا
تغذيت من ثمارهـــا
كــبرت وأنــا أتنفـــس هواءهــــا
أحبت عينـــاي كل جمـــال بهـــا
وطـــافت روحي بتفاصيلهـــا الجميـــلة
وكلمـــا ضاقت بي الدنيا أفر إليهــــا لينشرح صدري وأعـــود إلى الحيـــاة مرةٌ أخـــرى
لكن لماذا… لماذا حرمنـــا نحن البــــشر من ذلك؟
أو لسنــــا من التراب وإليهــــا عائـــدون
إذاً فلمـــاذا دمـــرنا ذلك الجمـــال وخلقنا صوراً مشوهةٌ وإدعينا بأنها الحيــــاة
نسجنا بقوانا المتهالكــــة مباني وتسابقنا بالعلو بها محـــاولين أن نخترق عنــــان السماء بل وما زلنا نحاول ذلك بإستمرار وأسمينـــاها المساكن
تمادينا بطغياننـــا وزاد جشعنـــا وقللنا سبل الحياة بها فقصرنا من حجم دخول الأنوار وتبرعنا ببضع أمتار لنسمح بدخول الهواء إلى الأنفاس المعدودة لساكنيها وقلنا عنــــه ســــكن اقتصادي
وأصبح ذلك الإنســــان محروم بعيد عن أرضه … محروم من النظر إلى السمـــاء فكلما اخرج رأسه من تلك النافذه حُجبت عينيه بتلك المباني المتهالك واصبح لا يستطيع النــــظر إلى السمـــاء وإمتلأت رئتيـــــه بالأتـــربة والروائح القذرة واصبحت الشمس لا تـــعرف الطريق الى مــــنزله
واصبح ذلك الإنســــان يتساءل
لمَ أصبحت لا أستطيع تحمــــل الــــعيش؟!
ولــم يدري بأنه قد سُلب من كل ما يساعده وأصبحت تلك المقومات متوفرة لمن يقدر على أن يدفع لها
فلمَ رضينا بأن نحرم أنفسنا ونقســــوا عليها؟!
وهي التي لا تمتلك سوى أيام معدودة على هذه الأرض
فلمَ حُرمنــــا من الجمــــال؟!