الخـــلافات

صديقي لم اعتقد يوما بأنه سينتهي بنا الحـال هكذا؟!

لقد أصبحت الخلافات البسيطة بيننا سبباً في البعد والقطيعة

لم أكن أتصور بأن علاقتنا  قد أصبحت هشة لهذه الدرجة.. فكلما عدت إلى الوراء كلما تصورت بأننا سنضل أصدقاء العمر ولن نتغير لكن على ما يبدوا فقد اخطأت

ما زلت أتذكر تلك السنين التي قضيتها برفقتك وبالرغم من أن الظروف قد فرقتنا إلا أننا قاومناها وإستمرينا بالتواصل.

وبالرغم من انشغال كلانا في أوضاعه وحياته وتغيراتها إلا أننا لم نكف من زيارة بعضنا البعض من حين لآخر أو إجراء تلك المكالمات الطويلة والجلوس للتحدث مع بعضنا 

لكن ماذا حدث الان؟.. 

أعلم بأننا تقدمنا بالعمر….. لكن لماذا صرنا نلتمس الأعذار لنفترق أكثر من تلك التي نلتمسها لنتواصل؟! 

ألهذه الدرجة أصبحت علاقتنا هشة ؟!!

أم أننا ما عدنا نطيق أحدنا الآخر وننتظر الفرصه لنلوذ بالفرار

……………….

فقد علمت منذ سنين مضت بأن صداقتنا في طفولتنا لم تكن سوى لمصلحة إلا أنني اعتدت على ذلك ولإعتيادي عليه أحببته فقد كان أفضل من شعور الوحدة إلا أنني الآن أدركت 

أن الأشياء الزائفة لابد لها من يوم وتزول

ما آلمني هو أنني اكتشفت بأن كل ما حولي مجرد علاقات زائفة لأنها وببساطه قد زالت جميعها.. 

فأين انا الآن…

 لقد عدت لأعيش حياتي بشكل طبيعي لم يتغير شيء سوى إدراكي بأنه ليس عليَ التعلق بشيء

فلا شيء في هذه الدنيا مستمر

……………….

فهل هذا بسبب تقدمي في العمر أم أنه الواقع ؟!

وإن كان كذلك

فكم هي موحشة هذه الحياة 

وكم هو موحش عدم وجود ذلك الصديق الحقيقي 

{الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}

                                                                                   الزخرف “67”

لا توجد تعليقات للعرض.