بـذور الــقبح

نـــــظريــات عمـــــارة

الـــــمقدمة

القبح هو غياب المعرفة الحسية، اي ان الاشياء الجميلة يمكن التفكير بها بصورة قبيحة اذا غابت المعرفة  . و في بعض الادبيات اعتبرمضاداً للجمال، والبعض الاخر اعتبره نوعاً من انواع الجمال، فالضدان لا يجتمعان، بينما يمكننا رؤية بعض الجمال في لوحة فنية تعبر عن مأساة. اما الرأي الثالث فيميل الى ان للقبح قيمة مستقلة بحد ذاتها عن الجمال، ويكون وجودها بشكل لا يتعارض مع القواعد الفنية كالانسجام والوحدة والايقاع والخ..

اما في العمارة، يعتبر القبح احد المفاهيم التي ظهرت ما بعد الحداثة، وتنوعت الدراسات حوله واختلفت الآراء وقسمت  الى مجموعة من الصفات كالرهيب، الخشن، والغريب، ومصطلحات اخرى جاء بها سنكلير في كتابه “تذوق الفن المعماري” كالمربك -الهائل البشع  -صعب المراس”.

مصارد الــــقبح

الهائل البشع – صعب المراس – المربك

الــهائل البشع

ويقصد به ما هو هائل وضخم جدا وبنفس الوقت قبيح ومستهجن، فهو يسبب نوع من انواع القبح لكونه يجعل الاشكال لا تتماشى مع النمط المتوقع والمقبول وذلك  في المجتمعات التقليدية  بسبب تفضيل المعتاد الذي يرتبط بما هو ملائم اما غير المألوف فيوصف بالبشاعة والقبح. بينما في المجتمعات المتقدمة فاستعمال الشكل التقليدي ما هو الا تفضيل للشكل المعتاد. وقد يعيق القدرة على التمييز ويحيل دون الاستمتاع بالأشكال الحديثة.

من صورها :

-توظيف الفتحات وتنويعها بطريقة غير موفقة.

-استخدام الزخارف الرأسية بكثرة في الواجهة.

-صياغة العناصر الزخرفية التقليدية كعنصر المشربيات او ما يشابهها باستخدام المواد الحديثة دونما مراعاة للشكل الجمالي.

-توظيف العناصر التقليدية الحديثة في غير مكانها الصحيح.

صعب الـمراس

يرتبط بالشعور بالخوف والرعب عندما يكون خارج عن تحكم الفرد بينما الغرض الرئيسي للعمارة هو توفير الحماية بدلا من مظهر الفوضى او القوى الطليقة التي تدفع للحكم على المبنى بالقبح.

من صورها:

-صياغة العناصر الجمالية بشكل غير وظيفي.

-التنوع الغير موفق في استخدام الالوان في الكساء.

-استخدام الفتحات الكبيرة في الواجهة بطريقة غير مدروسة.

-استخدام البلكونات بطريقة غير مدروسة.

الــــــمربك

هو ما يكون غامض الشكل او المعنى . وغموض الشكل في العمارة يسبب قلق للمتلقي وارباكه مما يخلق لديه المضايقة والازعاج كذلك عند وجود خداع لأنه يعكر كل متعة ويبعد الجمال ولا ينسجم مع التكامل الناجح بين الجمال والوظيفة والهيكلية للمبنى (ولا يشمل ذلك الخداع المكشوف).

من صورها:

-عدم تناسق العناصر الزخرفية.

-التوظيف الغير جيد للعناصر الجمالية.

-الخلط بين العناصر الجمالية الحديثة والتقليدية بطريقة غير متناسقة.

-الخلط بين المباني الحديثة والقديمة في الحزام البصري لمنطقة واحدة بشكل غير متناسق.

هذه المفردات والتي اطلق عليها بذور القبح ما هي إلا دعوة للمتلقي لتطوير قدراته في التذوق الجمالي للعمارة  ويكون ذلك بدراسة المباني الاشد قبحا وتفحص الطبقات الدفينة من التجارب وردود الافعال تجاه هذه المباني