غــربة الــروح
لقـــد سافـــرت .. سافـــرت بعيـــداً
وتركــت موطنــي
أرضــي
البلــد الــذي لطالمــا أحببتــه
البلــد الــذي عشــت فيــه أغلــب سنـــين عمــري بحلـــوه ومـــره
البلـــد الـــذي نسجــتُ فيــه الكثيـــر والكثيـــر مــن الأحـــلام
البلــد الذي لطالما شعرت بالفخر كلما ذُكر بشيءٍ جميـل
وشعرت بالحزن كلما تراجعنا إلى الوراء
البلــد الــذي تمنيت في يومٍ مــن الايـام بأن يفتخر ابن أرضه بإنتمائة إليه.. واستنكرت كــل من هجـــاه أواستعـــار منــه
لقــد سافــرت بعيــداً… وتركــت أرضــي
أتسألني لمـــاذا؟
أتسألنــي عن هــل ســأعود إليــه قريبــاً؟
أتسألني كيف أنا بعــد هــذه الغــربة؟
ســأخبرك بأنني اإشتقت للكثير والكثيــر مما إعتــدت عليــه في أرضي
ســأخبرك بأنني أَسعد كثيراً حينمـا أجـد شخصاً يحمـل رائحــة ودم أرضي
ســأخبرك بأنني سافرت مرغماً.. وإلا لما كنت تركت أرضي
لكنني هنـــا الآن
أسمـــع أخبــاره من التلفـــاز… وأحــزن على حالنــا الــذي أوصلنــا أنفسنــا إليــه
لقــد كنـــت حزينــه
لكــن سرعــان ما تحــول حزنــي إلــى غضب
لقــد غضبت من سكــان أرضى التي أُرغمتُ على تركهــا لكنني لم أستطع أن اكــره أرضى … فمــا ذنبها
لقــد غضبت مـن أنــا التي لــم تستطــع فعـل شيء لتــلك الأرض وتركهــا لؤلىئــك الذئــاب المستمرون في نهشــها.. بالرغم من انـي لا أملك ما يمكنني فعلــه من أجلـها.. فحالي كحــال الجميع
وحزنــتُ… لكنني ربما أنا الآن أحسنُ حالاً مــن غيـــري
فيـــا تــرى أهـــذه غربـــة الـــــــــروح ؟!!!
الغــــربة
لا توجد تعليقات للعرض.