الانسان هو صانع الحضارة وهو باني العمارة
فقد بدأ الانسان العمارة وطورها عبر العصور المختلفة وكان هذا التطور بحسب حاجته
وبحسب تطوره في بناء حضاراته المختلفة عبر العصور المختلفة
أولا :- عمارة ما قبل التاريخ
إن الأصول الأنشائية الأولى البسيطة تمثلت فى جهود الأنسان الأول ليجد المأوى يحميه من التقلبات المناخية والحيوانات المفترسة والأعداء ويمكن أن نصنف هذه المرحلة الى ثلاثة أنماط
الأنسان البدائى صائد الأسماك والحيوانات
– بحث عن مأوى فى الكهوف الصخرية والتي تعتبر من الأشكال المبكرة للمسكن وقد أوحت هذه الكهوف الطبيعية بفتحاتها وأسقفها وحوائطها الصخرية للأنسان الأول أن يرفع قطعا من الحجر على هيئة حوائط لتحمل بلاطات صخرية كسقف .
انسان المجتمعات الزراعية
فقد وجد الحماية تحت الأشجار , ومنها أقام أكواخاً من هياكل جذوع الأشجار المغطاة بالطين والأعشاب وقد أوحت أخشاب الأشجار للأنسان الأول بناء الأكواخ من جدوعها كحوائط وأسقف موضوعة احداها بجانب الآخر مع تغطيتها بالطين والأعشاب .
الرعاة والبدو الرحل
احتمى الرعاة والبدو الرحل تحت أغطية من جلود الحيوانات مرفوعة على أعمدة لتكون خياما وهي من أكثر الأنماط البدائية شيوعاً .
وتعد هذه الأنماط الثلاثة المتمثلة في الكهوف والأكواخ والخيام سبب في ظهوراتجاهات التطور اللاحق للعمارة وتطورت الأشكال الأنشائية اللاحقة للمساكن
ثانياً :- العمارة المصرية القديمة
قامت في مصر وهي تتكون من شريط طويل أخضر ممتد على جانبي النيل يحدها صحراء قاحلة رملية على جانبها البحر الأحمر وشمالها البحر المتوسط اللذان كانا يمثلا مخارج التجارة في ذلك الوقت وقد أستخدمت الأحجار الجيرية والرملية الموجودة فى وادى النيل ودلتاه , والأحجار البركانية على هيئة جرانيت الموجودة في جنوب الوادي كما استخدم نبات البوص والبردى , كما استخدم في البناء نبات الطمى بعد أن يتم صبه فى قوالب وتجفيفه .
العوامل الحضارية والأنسانية في الحضارة المصرية
يختلف طراز العمارة الواحد من دولة لأخرى فحينما بدأ الإنسان ينظر للعالم من حوله و يفكر فى الحياة والبعث اتجهت أعماله الى الإتجاه الديني و استعمل فى البناء الحجروالطوب اللبنى. وقد كان أساس الدين عندهم هو الرهبه , فنجد إنعكاس ذللك في إعتماد القياس الكبير في تصميم المباني الدينية لتعطى أحساس بالرهبة .
صفات ومميزات العمارة المصرية القديمة
تتميز العمارة المصرية في اقدم عهودها بالبساطة والفخامة والعظمة التي تشعرالأنسان بالقوة والاستقرارويعد المصريين القدماء أول من أقاموا القاعات الشاهقة ذات الأعمدة , اختلف المنسوب بين الأسقف فى بهو الأعمدة لتوفير الأضاءة والتهوية وكانت الأعمدة التي أقاموها في معابدهم غاية في البساطة فكانت في أول الأمر على هيئة ( منشور رباعي ) و لقد كان المصريون القدماء أول من أقاموا الأبهاء الفسيحة الأعمدة الشاهقة الضخمة وقد لجؤوا إلى إضاءتها بجعل الأعمدة الوسطى أعلى كثيرا من الأعمدة الجانبية مما جعل السقف عند الجانبين أكثر انخفاضا من الوسط والذي بدوره سمح بدخول الضوء من خلاله
وقد استعملت الأشكال المستطيلة أو المربعة المتحاورة أو المتداخلة مثلا شكل المبنى العام عبارة عن مستطيل رئيسي يتكون من عدة مستطيلات صغيرة ، كل منها يتجزأ إلى مستطيلات أصغر فيصبح المبنى منظما تنظيميا سليما .
بينما الأهرامات استخدمت الشكل الهرمى فى التكوين الأنشائى للتعبير عن العظمة والسلطان وقد تميزت الحوائط بالسماكة لأنها من الحجروالتي تعتبر حوائط حاملة وكانت الفتحات قليلة وضيقة والأضاءة علوية فى معظم العمارات الجنائزية و الأسقف تتميز ببلاطات ضخمة محملة على أعتاب الحوائط والأعمدة .
ثالثاً :- عمارة غرب أسيا
العوامل الأساسية التي ساعدت على تكوين العمارة في تلك المنطقة :-
من الناحية الجغرافية :-
تقع هذه المنطقة بين نهري دجلة والفرات في العراق حاليا , كان يطلق على تلك المنطقة جنة عدن , حيث كان يغمرها الفيضان أحياناً فيهدد السكان والمبانى و لحل هذة المشكلة اتجهوا الى البناء بشكل رأسي والذي يعلو على الأرض .
من الناحية المناخية :-
الجو رطب – الأمطار غزيرة – ووجود الفيضانات – الأحجار والأخشاب قليلة – فكان البناء على مصاطب مع اتخاذ عنصر الفناءالداخلي .
من الناحية الجيولوجية :-
توفر الطمي نتيجة لخصوبة التربة فكان يستخدم لعمل الطوب والرخام الألبة بجانب ندرة الأخشاب والحجارة
من الناحية الدينية :-
كان البابليون والآشوريون يعتقدون في تقديس الأشخاص على عكس المصريون القدماء الذين يعتقدون في أن الأرواح عمل الشيطان فإتجهوا الى الزخارف لطرد هذه الأرواح .
من الناحية التاريخية :
أنقسمت عمارة بلاد ما بين النهرين إلى ثلاثة عصور :
عصر بابلى – عصر أشورى – عصر فارسى
من الناحية الأجتماعية :
كان قوم بابل مولعين بالتجارة فى مختلف الأقطار واستخدموا العبيد فى شق الترع والقنوات وزراعة الأرض
الخواص المعمارية لعمارة الأشوريين
1- أهم مواد البناء هي الطمي والطوب الأحمر والطوب الأخضر أو الطوب اللين.
2- اشتهر الآشوريون بقوة المباني برخام الألية .
3- حوائط المباني من الطوب الخزفي ذي الألوان الطبيعية الرائعة.
4- أستخدموا العقود ونظراً لعدم وجود الحجر أستخدموا الطوب , حيث كانت العقود مستديرة ومدببة .
5- البناء فوق المناطق المرتفعة لتفادي الفيضانات .
6- استخدام الأعمدة ذات القطر الصغير وذلك لقلة الأعمال عليها.
7- استخدام العقود الدائرية والمدببة والنصف دائرية لأعتاب الأبواب .
8- الشبابيك قليلة وتم إعتماد الإضاءة من الأبواب .
9- استخدام عنصر القباب لتسقيف الحجرات الصغيرة.
10- الإستعانة بالثقوب المستديرة الشكل فى الحوائط والقباب .
11- استخدام العقود بدلا من العمود والكمر .
الخواص المعمارية لعمارة البابليين والكلدنيين
1- لاتوجد حجارة أو أخشاب .
2- أعتمدوا على مادة الطين كمادة أساسية .
3- بنوا حوائطهم من الطوب ، اللبن المحروق .
4- كسوا الوجهات بالطوب المزجج المحروق بالأفران .
5- استعملوا البيتومين الساخن المتوفر محلياَ كمادة لاصقة عند بناء النافورات وحدائق بابل المعلقة .
الخواص المعمارية للعمارة الفارسية
1- الأسقف مسطحة بأستخدام الخشب مع أستخدام الأعمدة الرشيقة المستوحاة من الأغريق .
2- أستخدموا الأعمدة فى مبانيهم وكانت بسيطة ورشيقة ذات قطر مناسب خفيفة الأوزان الواقعة عليها من السقف الخشبى .
3- أستخدمت الأبراج المدرجة المقامة على قاعدة متكاملة المتميز بارتفاع البرج الضخم والذي عكس قوة التأثير وروعة المظهر الخارجي فى بلاد ما بين النهرين .
4- كانوا يستخدموا الرامبات ( المنحدرات ) لدخول إلى المبانى الموجودة فى القصر .
5- كان البناء على المساطب والمدرجات الصناعية بالطوب وكان أرتفاعها 15 م عن سطح الأرض يتم الوصول إليها عن طريق المدرجاتو الغرض الرئيسي منها ( الدفاع عن المبنى القصر أو المعبد و حمايته من الفيضان) .
أنواع المبانى فى هذه العمارة
1- المعابد : كان لكل مدينة آلهة محلية والذي يعتبر مصدر للقوة .
2- القصور : قصر ميزيوزاباد – قصر السربون .
3- المسطبة : كان يبنى عليها المعابد والقصور , أصبحت علامة مميزة للمدينة وعرفت بإسم الزقورات وأشهرها برج بابل والذي وجد بسبب (اعتقاد الناس بأن أرواح الآلهة تسكن على قمم الجبال ونتيجة لكسر حدة الملل الناتج من أنبساط الصحراء ومسطحات الأرض الشاسعة ) .
رابعاً :- العمارة الإغريقية
خصائص العمارة الإغريقية :-
1- تمتاز بأنها صخرية أو رخامية مما جعلها باقية حتى يومنا هذا .
2- تقوم على نظام الهندسة الدقيقة.
3- يظهر فيها ثلاث أنواع من الطرازات وهي : ( الدوريك – الايونيك – الكورنيش).
4- في تصميم المعابد شيدت على قاعدة مكونة من ثلاث درجات وهي عبارة عن قاعة مستطيلة الشكل أو على حجرة داخلية تسمى بالهيكل بها تمثال الآلهة وقد تكون هذه الحجرة أثنين أو ثلاث كنا في المعابد الكبيرة .
5- القاعة الرئيسة يحيط بها طواق خارجي ( مجموعة من الأعمدة عليها سقيفة ) أما على جانبي المدخل أو حول الحوائط الأربعة يتجه مدخل المعبد نحو الشرق حتى تتسلق أشعة الشمس على تمثال الآلهة ويكون هناك مدخل فرعي من الجهة الغربية تحيط الأعمدة المعبد من الخارج ومعظمها خالية من الفتحات والنوافذ حيث تعتمد على أشعة الشمس الداخلة من الباب الرئيسي .
الهيكل الإنشائي
استخدم الإغريق في طريقه الإنشاء مبدأ الحامل والمحمول ( العمود والكمرة) فكانت الجدران شديدة القوة وتنشأ حيث الأحجار الضخمة ولم تكن ظهرت المونة في تلك الفترة فكان يربط بينهما بماسك حديدي و الأسقف بنيت من بلاطات ( الثرايون ) وثبتت على عروق من الخشب محمولة على كمرات خشبية وامتازت المعابد بالفخامة وتميزت بالنقوش البارزة .
تصميم المعابد
شيدت على قاعدة مكونة من عدة درجات, والمعبد عبارة عن قاعة مستطيلة الشكل تحتوى على حجرة داخلية تسمى الهيكل بها تمثال الألهة وقد تحتوى على حجرتين بدل من حجرة واحدة أو ثلاثة فى المعابد الكبيرة .
القاعة الرئيسية يحاط بها طواف خارجى , ومجموعة من الأعمدة عليها سقيفة إما على جانبي المدخلين أو الحوائط الأربعة بينما يتجه مدخل المعبد نحو الشرق ( حتى تتسلط الشمس على تمثال الآلهة ) .
أعتمد التوجية على المدخل الشرقى للحصول على ضوء الشمس , وأستخدم الأعمدة من الحجر الجيرى والرملى مع تغطية الحوائط بطبقة من البياض المكون من مسحوق الرخام والجيرى . بينما كانت الأسقف مائلة من الخشب ومغطاة بالقراميد وبلاط الرخام .
خامساً :– الحضارة الرومانية
تخطيط المدينة الرومانية
يعتمد تخطيط المدينة على الشكل الهندسي للشوارع حيث يوجد شارع رئيسي من الشمال للجنوب وآخر من الشرق للغرب ويقع على تقاطعهما ( الفورم ) حيث السوق والمباني العامة والمدينة كلها محاطة بسور، بينما المداخل ثرية بالأعمدة والعقود وظهرت بالمدينة أقواس النصر وبدأت تظهر مبانى البازللك والمسابح و الحمامات والملاعب والأعمدة التذكارية والمقابر والقصور والمنازل والقنوات المائية والجسور ومصارعة الحيوانات .
الخواص المعمارية
عمارة مدن شمال أوربا يطلق عليها العمارة الأتروستكية وتتميز شوارعها بأنها عمودية ومرصوفة بالبلاط ومقطعة إلى أحجار مربعة ونجد التأثير ببعض عمارة بلاد مابين النهرين فى إستخدام العقود مثلما ظهر في مباني المعابد فقد كانت على أشكال مربعة تتكون من قسمين وصفين أو صف مكون من 8 أعمدة وقسم أخر من ثلاثة غرف.
الطابع الأغريقى هو الطابع الذى أستقر فى هذة العمارة فإستعملوا طراز العمارة الرومانية و أستخدمت الأقواس والأسقف والعقود بالحجر المنحوت بدقة وتميزت العمارة في هذا العصر بالقوة والفخامة والواقعية والجمالية .
أنواع المبانى
المعابد :
كانت على ثلاث أشكال فإما كانت تبنى على قاعدة مرتفعة مثل معبد ( ليم ) في فرنسا و يتكون المعبد من صالة مستديرة تحملها أو يحيط بها من الخارج أعمدة بينما الغرفة المقدسة تعلوها قبة. وإما كانت تتخذ الشكل الدائري ( روتندا ) مثل معبد البانسونوالذي لم يكن فيه فتحات إلا الفتحة الموجودة في القبة قطرها 9 مليمترا ، أوتكون من النوع الذي كان يبنى على قاعدة مربعة .
مبنى البازلك :
هو مبنى الصالات العامة مستطيل الشكل وهو العنصر المميز للمدينة الرومانية وينقسم إلى ثلاث أجنحة مخصصة وهي ( حكومية – إدارة – العدالة ) .
مبنى الكولوزيم :
المسقط الأفقي على شكل بيضاوي و يعتبر كملعب مأخوذ عن الأغريق ويتم فيه مصارعة الحيوانات المفترسة
الحمامات العامة :
ظهرت الحمامات العامة وهي أماكن الاستحمام بالمياه والبخار ( حار – بارد – فاتر). وهذه الحمامات مقسمة الى عدة أقسام بها صالات ومكتبة وألعاب رياضية مثل حمامات قلد سيامواس .
أقواس النصر :
كانت هناك احتفالات بعودة الأمبراطور ولذا أقاموا هذه الأقواس وكانت تقع في مركزشارعين هامين . وهي عبارة عن بناء ضخم من حجارة مزين بنقوش تاريخية ومتصلة به أعمدة محمولة على كرسي أي قواعد مرتفعة
الهيكل الإنشائي
الحوائط :
يتم تكسيتها من الخارج بالرخام والطلاء واستخدموا المونه لتماسك أجزاء الحائط .
الأسقف :
استخدمت العقود والقباب واستخدام الأسقف المائلة وايضاً نظام تغطية السقف بالأقبية المتقطعة وساعد ذلك على وجود المونة والخرسانة .
لأعمدة:
تعددت أشكال الأعمدة وتميز فيها وجود التاج .
سادساً :- العمارة المسيحية
العوامل الأساسية التي ساعدت على تكوين العمارة في تلك المنطقة
الناحية الجغرافية :
موطنها مدينة الناصرة موطن ميلاد المسيح في بيت لحم ولقد تأثرت مع بعض المتغيرات التي طرأت على بعض الدول التابعة للإمبراطورية الرومانية.
الناحية الجيولوجية :
لم يكن لها تأثير مباشر ولكنه إنعكس بشكل غير مباشر حيث استخدمت المحاجر وأخذت منها الحجارة لبناء الكنائس .كما جربوا تكييف المعابد فى البناء كإستخدام الأسقف ,الذي أخذ من تصميم البازللت وتحول الى الكنائس .
الناحية المناخية:
يتميز المناخ بدرجات الحرارة الشديدة والشمس المشرقة في اتجاه الشرق الأوسط .
الناحية الدينية :
تأثر دخول الديانة المسيحية بتغير أشياء كثيرة في ظروف الحياة ومن أهمها إقامة الكنائس للصلاة والتي استخدمت للحفاظ على المصلين من الدين الجديد .
الناحية الاجتماعية:
ظروف غير مستقرة – إلغاء نظام العبيد – اضطرابات اجتماعية مختلفة وتلاه توحيد الحكم .
خصائص العمارة المسيحية :-
1- استعمال المواد الإنشائية اللازمة للمباني الجديدة مثل المعبد الرومانية .
2- توحيد ارتفاعات الكنائس ليسهل استخدام الحجارة المأخوذة من الباز لك الروماني ( لأنهم كانوا يستخدمون الأعمدة بأكملها للبناء بها ) .
3- الأعمدة الداخلية متقاربة في المسافة ولكل عمود قاعدة تحمل عقوده ونصف دائرية من الخشب عكس الكنيسة البريطانية ذات القبة الوسطى التي ترتكز على مربع الصحن يصحبها قباب أصغر منها .
4- استعملت كثير من المباني الرومانية كمباني دينية .
5- ظهرت أبراج الكنائس .
6- مبنى التعميد عبارة عن مبنى دائري أو مستطيل متصل بالكنيسة .
7-أعمال الزخرفة من الموزاييك .
8- الفتحات استخدمت فيها العقود والأبواب والشبابيك والعتب .
9- تم استخدام أسقف خشبية .
10-تميزت المداخل بأنها مزخرفة من الداخل والخارج .
مبنى الكنيسة البازليك :-
هو مستطيل ينقسم إلى ثلاث أجنحة يغطيها أعمدة على جانبين والجناح الأوسط أعلى ارتفاعاً من الجناحين الآخرين وكلها مغطاة بالأسقف الخشبية ينتهي المستطيل بقبة نصف دائرية.وقد استخدمت القبة لتغطية المناطق المركزية للكنيسة ولقد إرتكزت على مربع بدون أعمدة تحملها وظهرت الفتحات في القبة للإضاءة والتهوية بينما المناطق الصغرى فقد وجدت حولها قبب صغيرة.
الهيكل الإنشائي :-
1) الحوائط :
على نفس نمط الحوائط الرومانية , فقد استخدمت الهياكل الخرسانية والتي تغطى بالبياض والأعمدة الزخرفية , والموازيك .
2) الفتحات (الأبواب والشبابيك) :
كانت تستخدم العقود النصف دائرية المستعملة أحياناً فى تعقيب البواكى .حيث ترتكز عقود البواكى على مكان الأعمدة , وكان يستخدم العتب المستقيم فى الشبابيك والأبواب ( المغطى بالرخام ) .
3) الأسقف :
خشبية والتي استخدمت لتغطية أسقف الكنائس وقد أستخدم افضل الطرق الأنشائية .
سابعاً :– العمارة البيزنطية
العوامل الأساسية التي ساعدت على تكوين العمارة في تلك المنطقة
الناحية الجغرافية :
في بيزنطـه وسميت بعد ذلك بالقسطنطينيـة أو اسطنبول وكانت تسمـى أحيانا بـ روما الجديدة وكانت تقع على ملتقى طريقين رئيسيين للتجارة , وهما الطريق المائي وهو طريق البحرالأسود والبحرالأبيض المتوسط أو الطريق التجاري الواصل بين أوروبا وآسيا .
الناحية الجيولوجية :
الحجر المادة الأساسية للبناء – ومتوافر أيضا الطمي واستخدام ايضاً الرخام في التغطية والذي استخرج من المحاجر . لم يتوافر الزلط أو الطمي لذا كان يستورد للبناء به .
الناحية المناخية :
درجات الحرارة مرتفعة والأمطار قليلة .
الناحية الدينية :
كان الدين المسيحي هو السائد في البلاد .
الناحية الاجتماعية :
تعتبر بيزنطة من الناحية الاجتماعية مقرا للحكم السياسي والديني والعسكري . ويعد موقعها متوسط بالنسبة للأمبراطورية الرومانية .
خصائص العمارة البيزنطية:-
1- أسلوب تغطية الأسقف بمساحات كبيرة وذلك دون أعمدة باستخدام القبب والأقبية ، وكان إنشاء القبة على مساحة مربعة واستخدمت الفتحات بها .
2- استخدام عنصر القباب والتي انقسمت الى عدة أنواع كــا :
القبة البسيطة – القبة المركبة – القبة المرتكزة على الرقبة .
3- تسقيف مساحات كبيرة بدون أعمدة .
4- الفتحات والنوافذ صغيرة وتتمركزتحت أنحناء القبة .
5- استخدام مواد إنشائية خفيفة مثل الخرسانة التي كانت تحمل على عقود دائرية في تصنيع القباب .
6- اختلفت المساقط الأفقية نتيجة استخدام القباب المركزية وكثر استخدام الأقبية وكانت شكل الكتلة صلبية الشكل.
7- المذبح يقابل غرفة قدس الأقداس في العمارة الفرعونية والمحراب في العمارة الإسلامية .
9-الحوائط مستمرة وغير متكرة والعقود متكررة حول الأقبية الداخلية مثال ( كنيسة أيا صوفيا ) .
ثامناً :– العمارة القوطيه
العوامل الطبيعية التي ساعدت على نمو الطراز القوطي
الناحية الجغرافية :
ظهرت هذه العمارة في غرب أوروبا , حيث كان يستخرج الرخام من إيطاليا .
الناحية الجيولوجية :
وجد الرخام الأبيض والملون والأحجار والطوب .
الناحية المناخية :
المياه والأمطار غزيرة – درجات الحرارة معتدلة ومنخفضة وقد ساعدت ذلك في ظهور الأسقف المائلة وتحديداً الفتحات .
الناحية الدينية :
كانت للكنيسة ورجال الدين تأثيرا كبيرا جدا في تحديد معالم هذا الطراز فقد كان حكام هذه الدول من رجال الدين وهذاأدى إلى انتشار الأديرة والكنائس .
الخواص المعمارية للطراز القوطي :
1- أهم ما يميز الطراز القوطي هو العقد الذي استعمل على شكل اسقف والفتحات والأبواب .
2- استعمال الأقبية لأسقف الكنائس واستخدمت الحوائط كي تتناسب مع الاحمال المسلطة من الأقبية .
3- شبابيك الطراز القوطي كانت تتميز بمساحات كبيرة لم تظهر في عمارة الكنائس من قبل .
4- المساقط الأفقية لم يحدث تغير جوهري في تصميم الكنائس التي بنيت خلال القرن الحادي عشر الا في الجانب الشرقي من هذه الكنائس وقد ظهرت عدة تغيرات على الجانب الشرقي للأسباب التالية :
- الحاجة إلى مذابح إضافية نظرا لزيادة عدد القسس .
- التشييد في فصل رجال الدين عن العامة .
- اهتمام العامة الشديد بالأمور الدينية .
- الإقبال بالآثار الدينية .
- الإقبال على الحج لزيارة الأماكن المقدسة.
- التغير الذي طرأ على قوانين الدفن والتعميد (ونلاحظ أنه قد تم نقل المذبح من صحن الكنيسة إلى ما بعد تقاطع الشكل الصليبين للمسقط الأفقي) .
- تصميم ممر يلف حول القبة المركزية وعلى استقامة الممرات الجانبية وكان الحائط الخارجي للممر عبارة عن حائط مستمر نصف دائري في مسقطه الأفقي . وقد أدى ذلك إلى الشكل الخاص للكنائس و مساقطه الأفقية والذي أطلق عليها اسم الكنائس ذات الخلوات المتشعبة .
5- تطور العقد القوطي : دائري ــ أصبح والعقد المريب ــ والعقد المهموس والذي استخدم بكثرة في هذا الطراز
تاسعاً :- العمارة الإسلامية
موقعها :
في المناطق الشرق الأوسط من الهند إلى أسبانيا ولأن الأسلام يهتم بكافة شئون الحياة أصبح المركز هو مركز الإشعاع وأتخذ عنصر الجامع مركز لذلك الشعاع وفيه تناقش الأمور الأجتماعية والسياسية .
خصائص العمارة الإسلامية :-
المساجد :-
كان المسجد هو أهم الأبنية في عصر الإسلام والذي خص بالعناية الكبرى في التصميم المعماري ولذلك اهتم المسلمون بتصميمه ،أهم ما يتطلبه المسجد من عناصر تكوينه هو الصحن الذي يستقطب أكبر عدد من المصلين ويلي ذلك الميضأة (مكان مخصص للوضوء) وكان يحيط بالصحن المكشوف أروقه لحماية الناس والمصلين من حرارة الشمس وخاصة الرواق شطر مكة المكرمة فكان أكثر عمقا من باقي الأورقة .
وتعد المساجد أول شيء بناه المسلمون من العمارة، فقد بنوا المساجد قبل أن يبنوا القصور أو القلاع أو المدارس، ومن هنا كان المسجد الدعامة الأولى لنشأة فن العمارة الإسلامية، ورسالة المسجد في الإسلام لا تقتصر على الصلاة والعبادة فحسب، فمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم رغم بساطة البناء كان بمثابة مدرسة للعلم والتربية وبرلمان للأمة تعقد فيه الانتخابات (البيعة) للخليفة، وتدار فيه الاجتماعات السياسية والعسكرية، وكان فيه أيضا عياات للتمريض مثل (خيمة رفيدة)، وفي ساحته كان نساء الصحابة يتركن أطفالهن في أمان بعد الصلاة ريثما يقضين حاجتهن من الأسواق، فكان أيضاً دار حضانة.
وقد بنى المسلمون جوامع ضخمة بنفس الأهداف، تشمل مسجداً مستقلاً للصلاة ويلحق به المدرسة أو الجامعة، وأيضا المستشفي ومكاتب الإدارة، ومن ذلك جامع القيروان سنة 670م وجامع الزيتونة سنة 734م وجامع الأزهر 972م.
وتصميم المسجد عبارة عن ساحة كبيرة فيها منبر خشبي للخطبة، ثم أدخل المحراب المجوف للدلالة على اتجاه القبلة، ثم ظهرت الإيوانات وهي أروقة تحيط بصحن المسجد ولها أقواس مقامة على أعمدة، وملحق بالمسجد غرفة للإمام ومكتبة، وعادة يكون للمسجد ساحة داخلية مكشوفة بها نافورة لتلطيف الهواء وميضأة للوضوء، هذا علاوة على القباب والمآذن.
ويعتبر المسجد الأموي في دمشق سنة 710م أول نجاح معماري في الإسلام بناه الخليفة الوليد بن عبد الملك، فقد كان بناءً جديداً في تصميمه، له طابعه الخاص وشخصيته المستقلة عن المعمار في الحضارات السابقة
المآذن :-
ظهرت المآذن في العمارة الإسلامية لأول مرة في دمشق حيث أذن للصلاة من أبراج معبد قديم أقيم على أنقاضه المسجد الأموي وكانت المآذن في العصر الإسلامي الأول مربعة الشكل حتى الشرفة الأولى ثم تستمر بشكلمربع أو شكل ثماني الأضلاع ويلي ذلك شكل مثمن أو دائري وتنتهي بقية صغيرة .
أما في العصر الذهبي الإسلام فكانت تقام على قاعد مربعة ترتفع قليلا أعلى سقف المسجد وبعد ذلك تتحول إلى أشكال كما في الأضلاع إلى الشرفة الأولى وكان يحلى كل ضلع من هذه الأضلاع الثمانية قبه صغيرة مزودة بأعمدة لها نهاية مثلثة.
العقود :-
توجد أنواع من العقود وهي :
عقد على شكل حدوة حصان – العقد المديب – العقد المخمس – العقد ذو الفصوص – العقد المزين .
الوكالة أو الخان ( الفندق ):-
كان يبني في المدن الكبيرة مثل القاهرة ودمشق و يتكون من فناء داخلي مكشوف واسع تطل عليه حجرات النوم ودورات مياه خاصة، ويتكون من طابقين لاستقبال الغرباء من التجار والزوار .
المساكن :-
كان لها طراز فريد وذلك بعزل بعض وحدات المبنى وتخصيصها للنساء وسميت بالحرملك لتمسك المسلمين بفكرة الحجاب و كانت الفتحات المطلة على الطريق العام ضيقة صغيرة تحميها قضبان حديدية . أما الفتحات العلوية فكانت ذات سعة مناسبة تحتوي على فتحات ضيقة مغطاة بمشربيات خشبية لحمايتها من الشمس ولحجب الرؤية لمن في الخارج عما في الداخل وقد تميزت بالتالي :
- الحوائط الخارجية : –
كانت الحوائط الخارجية عادة قليلة الفتحات ، لذا اهتم العرب بتصميم الأبنية الداخلية والعناية بها وجعل الفتحات الهامة الرئيسية تطل على هذه الأبنية من الداخل وقد كانت تبنى هذه الحوائط على مداميك منظومة من الحجر وعدد من قوالب الطوب . بينما قسمت الواجهات عادة الواح غاطسه قليل إلى الداخل ذات عقد أو مقرنصات .
- المداخل والفتحات :-
كانت المداخل عبارة فتحات عميقة مستطيلة وعمقها يقرب من نصف عرضها وتحمل معظم ارتفاع المبنى وتنتهي بعقد يعلوه شباك يغطيه مشربية أو أعمال معدنية.
الحليات والزخارف والمقرنصات :-
هي حليات معمارية تشبة خلايا النحل ، استعملت في المسجد في طبقات مرصوصة وتستعمل في الزخارف المعمارية أو بالتدريج في شكل أخر مخصوصا من السطح الدائري وقد كانت الحليات في العمارة الإسلامية قليلة التأثير في التصميم المعماري واعتبرت المقرنصات المنظومة الصفوف كالحليات أو الكرانيش مشتقة من روح الإسلام وأصالته وتعاليمه والامتناع عن عمل التماثيل والأصنام ، لذلك اختلفت زخارف العمارة الإسلامية عن مثيلاتها في العمارة القوطية أو المعابد الإغريقية أو الرومانية .
القصور والبيوت:-
كان عرب الجاهلية وصدر الإسلام سكان خيام، وكانت بيوتهم تتسم بالبساطة والبدائية، ومع اتساع الفتوح والاستقرار في بلاد الخضرة والماء ومع الرخاء الزائد بدؤوا في بناء القصور الفاخرة، وللبيت العربي عمارته المميزة وأقسامه الثابتة رغم اختلاف العصور والبلدان، فإنه ينقسم في تأسيسه إلى ثلاثة أقسام رئيسية:-
قسم خارجي ويسمى (الحواصل): وفيه مركز الحرس والسائس والخيل والعربات.
وقسم أوسط : ويتضمن القاعات المهمة للاستقبال والجلوس والطعام.
القسم الثالث : وفيه غرف النوم وقاعات الحريم.
وأغلب البيوت العربية ذات واجهات صماء خالية من النوافذ الخارجية، بحيث لا يتبين المُشاهد روعة العمارة والزخرف إلا بعد أن يدخل صحن البيت، حيث تواجهه ساحة مفتوحة للسماء تتوسطها فسقية كبيرة يتدفق إليها الماء من نوافير على أشكال حيوانية، ويحيط بالبِرْكة أشجار الليمون والبرتقال والفل والياسمين بعطورها الفواحة، ويحيط بهذه الساحة غرف البيت من كل جانب، وغالبا ما تكون من دورين أو ثلاثة أدوار، وترتفع جدران الغرف إلى أكثر من خمسة أمتار.
وتطل الغرف على الساحة من خلال مشربيات من الخشب المزخرف المطعم بالعاج، ولها نوافذ تسمى بالشمسيات والقمريات، وقد بلغ عدد الغرف في بعض قصور بني أمية ما يزيد عن الثلاثمائة غرفة، وأهم غرف القصر هو الإيوان، ويبلغ ارتفاعه ضعفي ارتفاع الغرف العادية وفي سقفه قبة دائرية، وفي كل قصر أيضا قاعات صيفية في الجهة الشمالية تُبرَّد بالنوافير المائية وملاقف الهواء.
وقد وجد في هذه القصور ملاعب وساحات ومخازن تسمى بالخزائن، منها خزائن الكتب، وكان في قصور الفاطميين أربعون غرفة، ثم خزائن الكسوات الصيفية، وخزائن الجواهر والطيب، ثم خزائن الأشربة – أي الأدوية.
وكانت القصور تزخر بالفن المعماري والزخرف الإسلامي الذي يشمل الأرض والحوائط والسقوف، وتحلَّى بآيات قرآنية تزين جدران البيت من الداخل والخارج، وأغلبها يُذَكِّر أصحابه بالتواضع لله والشكر له على نعمائه
مرافق الخدمات العامة:-
عملاً بأوامر الإسلام التي تحث على إيصال الخدمة العامة وتيسيرها للرعية، والمساواة بين الغني والفقير في حق الرعاية، فقد اهتم الحكام المسلمون بمؤسسات الخدمة العامة اهتماما كبيرا وخاصة المستشفيات والاستراحات والمطاعم الشعبية والحمامات الشعبية، فكانت تلك المرافق أشبه بقصور الأثرياء من حيث الفخامة المعمارية والزخرف الإسلامي. وقد بنى الخلفاء الاستراحات الفاخرة لحجاج بيت الله على طول الطريق من أي بلد إسلامي حتى مكة، وفي الاستراحة مطعم شعبي بالمجان وحمام وغرف للمبيت، وكان بعض الخلفاء مثل هارون الرشيد يتخفى في زي تاجر ويأكل مع الشعب في المطعم ليرى نوع الخدمة بنفسه. وتتجلى التقنية الإسلامية في الحمامات، فالمسلمون أول من أنشأ في مدينتهم شبكة مياه في مواسير من المعدن توصل الماء بانتظام إلى الحمامات الشعبية وإلى البيوت، وفي الحمامات غرف للبخار ما يعرف حالياً بـ (السونا)، وغرف للعلاج الطبيعي (التدليك)
الرباطات والقلاع والحصون:-
الأشياء اللافتة للنظر أن المسلمين لم يهتموا كثيرا بعمارة القلاع التي استولوا عليها من الرومان في الشام ومصر وإفريقيا، ولم يهتم المسلمون بسكناها أو تعميرها، والسبب في ذلك أن المسلمين لم يكونوا في البلاد المفتوحة كغزاة أو مستعمرين أو حكام غرباء حتى يتحصنوا من أهلها، وتحضرنا هنا كلمة للخليفة عمر بن عبد العزيز عندما طلب أحد الولاة منه أن يبني حصنا في الولاية لحمايتها فقال له: “حصنها بالعدل، وكفي بالعدل حصنا”.
مواد البناء:-
استعمل المعماريون المسلمون في مبانيهم كل أنواع مواد البناء كالحجارة والطوب المحروق والرخام والخزف، واستعملوا الخشب والحديد والنحاس، وكانت الخلطة اللاصقة من الجبس، أما الجير فكان يستعمل في المباني التي تحتاج إلى مقاومة الماء، كالأسقف والقنوات والمصارف، وكذلك في لصق الرخام.
وكانوا يستعملون خلطة من الجبس والجير في صناعة الطوب المحروق، ويختلف عمق الأساس في الأرض حسب المبنى، ففي بعض المباني الضخمة كانوا يصلون إلى عمق عشرة أو أَحَدَى عَشَرَ متراً تحت مستوى سطح الأرض، وكانوا يستعملون أنواعاً من الحجارة الصلبة كالجرانيت أو البازلت في الأساس.
عاشراً :- عمارة الحداثة
هي فترة معمارية ذات اتجاه يضم مجموعة من المدارس والأساليب المعمارية التي لها خصائص متشابهة، والتي تشترك في المقام الأول بتبسيط الأشكال ونبذ الزخرفة. اشتهر بها كثير من معماري القرن العشرين المعروفين، ولكن كان عدد المباني الحديثة قليل جدا في الفترات الأولى من هذا القرن. وأصبحت مبانيها مهيمنة على الطراز المعماري لمباني المؤسسات والشركات لثلاثة عقود.
يضم اتجاه العمارة الحديثة، عدة مدارس هي :
- مدرسة عمارة الحداثة Modernism (حوالي 1890-1945)
- مدرسة الحداثة المتأخرة Late Modernism (بين 1945-1980)
- مدرسة ما بعد الحداثة Post Modernism (بدأت منذ 1980)
- مدرسة الحداثة الجديدة New Modernism. يشار بالذكر إلى انه لا تزال خصائص واصول العمارة الحديثة عرضة للتأويل والنقاش.
تأثرت عمارة الحداثة بالثورة الصناعية التي ادت إلى اتخاذ المدن منها طابعها، مما أدى إلى ثورة الرجوع للطبيعة ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة. مرت العمارة الحديثة بعصر قوتها في العشرينات وهو العصر الذي صاحب ازدهارها، ثم زاد انتشارها في الخمسينات، ومع نهاية الستينات، فقدت هذه الحركة كثيراً من قوتها الأيديولوجية بوفاة لو كوربوزييه عام 1965م، كما فقدت في نفس الوقت الكثير من قيمتها الروحيه والعاطفيه كمحاولة للتأثير على المجتمع، وإن كان بعض من أنصار مدرسة الحداثة قد احيوا وانعشوا بعض مبادئها مثل الإتجاهات المستقبلية Futurism بواسطة مجموعة الأرشيجرام والإتجاه الإنشائي Neo-Constructivism في إيطاليا،
ولكن عموماً فقد أصبح فكر العمارة الحديثة خاوياً ونستطيع بكثير من الثقة ان نقول بأن عمارة الحداثة بمبادئها قد ماتت ولم يعد لها وجود سوى في بعض المدارس الأكاديمية تحت ما يسمى بعمارة ميز المتأخرة، أو عمارة لويس كان، وهذه الاتجاهات تجمع معاً فيما يسمى بالمرحلة الأخيرة لعمارة الحداثة المتأخرة Modernism Post وهذان الاتجاهان باسميهما يشيران إلى أننا تخطينا مرحلة الحداثة .
احدى عشر :- فترة ما بعد الحداثة
بدأ انتشار مصطلح ما بعد الحداثة في فترة منتصف السبعينات، ويرجع السبب الرئيسي لظهور هذا الاتجاه لشعور الناس بالملل من العمارة الحديثة لما فيها من مباني صندوقية واستخدام الحوائط الستائرية Curtain walls بكثرة في أعمالهم مما جعلهم يفتقدون الإحساس بالجمال الذي طالما تميزت به العمارة الكلاسيكية القديمة ، و قد دفع ذلك المعماريون إلي استخدام بعض المفردات الكلاسيكية القديمة ودمجها في المباني الحديثة باستخدام تكنولوجـيا العصر ومواد البناء الحديثة.
ولقد ضمت هذه الفترة الكثير من الإتجاهات الفكرية نورد بعضها:
1 – التاريخية : وهي استخدام مفردات معمارية من الماضي.
2 – الانتقائية : والمقصود بها تجميع عدة عناصر من طرز مختلفة واستخدامها في مبنى واحد.
3 – الإستعارية : وهى أن يصمم المبنى مع الإستعارة من العناصر المحيطة سواء كان الإنسان أو الحيوان أو النبات.
4 – الإحيائية : وهى أن يقوم المعماريون بإحياء أي طراز سابق مثل الكلاسيكية، وفي فترة ما بعد الحداثة استخدم المعماري عناصر من العمارة الأغريقية أو الرومانية وغيره من العناصر.
5 – العامية الجديدة : وهى إرتباط المصمم بعمارة الإقليم من ناحية المناخ والمواد المستخدمة وهى عمارة تتسم بالتعبير المحلى ، مثال علي ذلك بعض المباني في الهند واليمن وأعمال حسن فتحي بمصر.
6 – التفكيكية : وهو إتجاه سيتم دراسته تفصيلياً بهذا الفصل. وهو يعتمد على التحرر من كل الأسس الخاصة بالهندسة الإقليدية والتخلص من الأشكال التقليدية مع إعطاء المبنى طاقة ديناميكية حركية تتحدى الجاذبية
7- العمارة الخضراء : وهي عمارة تحترم البيئة وتعتمد علي إعادة استغلال المواد مع الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة الطبيعية.
ملامح الطراز Stylistic:
طراز يتسم بالتركيب والتعقيد والإبداع و عادة يميل لاستخدام الأشكال المركبة عن الأشكال البسيطة و الاستعراض في التشكيل بشكل جديد ومبدع.
السمات العامة:-
• الغرض الرئيسي من التوجه في مجال التقنية المتقدمة في المباني هو الحفاظ على الطاقة.
• الاهتمام بالأداء الإنساني والبيئي من العوامل المهمة في نجاح أي مبنى.
• الاهتمام بالبحوث والدراسات المتعلقة بتطور واكتشاف مصادر الطاقة القابلة للتجدد.
• تخفيض الإنبعاثات لغاز ثاني اكسيد الكربون الناتجة عن المباني وإعادة تدوير المخلفات.
• استعمال الطاقة ذات الكلفة الطويلة المدى للمباني.
• استخدام مواد بناء ذات مصدر طبيعي قدر الإمكان.
تيارات الحداثة المعمارية وما بعدها:
العمارة المستقبلية:
بدأت العمارة المستقبلية مبكرا مع مطلع القرن العشرين كنموذج يتصف بمعاداة أي توظيفات او اشارات تاريخية في المباني واستخدام خطوط أفقية طويلة تدل على السرعة والحركة والفورية. ركز المستقبليون على توظيف التقنية في البناء. أسس الحركة الشاعر الايطالي فيليبو مارينيتي المولود في الاسكندرية الذي نشر بيانه الاول في العام 1909، وقد جذبت الحركة شعراء وموسيقيين وفنانين ومعماريين مثل أنطونيو سانتا ايليا الذي حول المستقبلية الى طراز يتصف بالجرأة في التجريب.
العمارة التعبيرية:
تطورت في شمال أوروبا خلال العقود الاولى من القرن العشرين بموازات مع تطور الفنون البصرية والأدائية التعبيرية. واتسم هذا الطراز بالتوظيف الحداثي للمواد الجديدة، والابتكار المتعلق بالشكل، والكتل الضخمة المستوحاة من ظواهر طبيعية. لقد قاتل عدد من معماريي التعبيرية في الحرب العالمية الاولى، فأدت تجاربهم الشخصية اضافة الى الاضطرابات السياسية والتغيرات الاجتماعية الى بروز نظرة مثالية وتوجهات رومانتيكية. لكن بسبب الظروف الاقتصادية السيئة نتيجة للحروب الكثيرا أدى الى الحد من التوسع في بناء المباني العامة خلال الفترة 1914 و1920، مما أدى أن يبقى الكثير من المشاريع التعبيرية مجرد رسومات على الورق. ومع مجيء النازية في اوائل الثلاثينيات فقد تم حظرها، مما جعل أغلب روادها بتحولون عنها آنذاك بسبب الحدة العاطفية فيها.
مدرسة باوهاوس:
كان لها تأثير واضح في عمارة الحداثة في أوروبا الغربية والولايات المتحدة، وقد جمعت بين الحرف والفنون الجميلة واشتهرت بتعليم التصميم. استمرت المدرسة التي اسسها والتر غروبيوس في ألمانيا بين عامي 1919 و1933. كانت الهزيمة في الحرب العالمية الاولى، وسقوط الملكية الالمانية، والغاء الرقابة تحت التوجهات الحرة الجديدة، العوامل التي أعطت قوة للتجريب في الفنون المختلفة. وهكذا صار طراز باوهاوس يتسم بغياب الزخرفة وبالانسجام بين وظيفة المبنى وبين تصميمه.و تم في العام 1933 اغلاق المدرسة بضغط من النظام النازي وملاحقة رموزها.
عمارة غوغي أو (جوجي):
يشير الاسم الذي اشتقه الكاتب وليم جبسون في احدى قصصه الى نوع من العمارة التي تأثرت بدخول عصر الفضاء وثقافة السيارة والحركة، ويمزج بين السطوح الحادة والمستديرة. وقد ظهرت هذه المدرسة في كاليفورنيا في الاربعينيات واستمرت حتى منتصف الستينيات. ركزت عمارة غوغي على الاشكال المعلقة والحادة والاسطح المنحنية والاستخدام الجريء للزجاج والفولاذ وغاز النيون، وقد ظهر ذلك في بناء الفنادق والمطاعم والصالات في تلك الفترة وقد جسدت روح العصر من خلال الاشكال والتقنية والمواد المستخدمة.
عمارة الاقليم:
يمثل مبنى دار الاوبرا الشهير على حافة خليج سيدني الذي صممه المعماري الدنماركي يورن اوتزون أحد اشهر الامثلة على عمارة تستلهم روح المكان أو المنطقة وخصوصيتها وتعكسها في الشكل والسطوح الخارجية على نحو رمزي يعطي للمكان روحا معماريا تعبر عنه. تستلهم دار الاوبرا في عمارتها شكل الحلزونة الموجودة على الشاطىء. تمثل عمارة الاقليم ردا على غياب هوية المكان أو معنى شكل المبنى في عمارة الحداثة. وقد اشتق الاسم المعماري اليوناني تسونيس وزميله ليفيفر المتخصص في دراسة تاريخ العمارة ومكوناتها. ولكنه اكتسب شهرة على يد المعماري والناقد البريطاني كينيث فرامبتون.
العمارة البنائية:
ازدهرت في الاتحاد السوفياتي في العشرينيات وأوائل الثلاثينيات. وقد جمعت بين التقنية والغرض الشيوعي الاجتماعي وقد استمرت حتى العام 1932. شكلت المسابقة التي أقيمت لبناء قصر السوفييت، وهو مشروع ضخم أقيم لمنافسة مبنى الامبير ستيت في الولايات المتحدة، حدثاً مهما في تاريخ العمارة السوفيتية. وقد رافق ذلك نقد شديد للحداثة وخاصة في بلد زراعي مثل الاتحاد السوفياتي. وقد شكل المشروع الفائز للمعماري بوريس ايوفان بداية مرحلة جديدة تعكس الابعاد التاريخية لما عرف بالعمارة الستالينية، حيث اتهم المعماريون الحداثيون بالافراط في العمارة ذات الملامح العالمية و”البشاعة واللاانسانية”. أخذ هذا الاتجاه بالتركيز على الاشارات والرموز التاريخية واقامة مباني الاسكانات الجماعية.
آرت ديكو:
حركة تصميم فنية عالمية ظهرت خلال الفترة ما بين منتصف العشرينيات والاربعينيات، وكانت تركز على الاشكال الهندسية الرياضية، واستخدام تماثيل ومنحوتات من الاثار والرموز التاريخية المكتشفة حديثاً من أماكن مختلفة مثل افريقيا. تمتاز المباني التي بنيت بتأثير منها بوجود زخارف ملونة أو مجسمات على أضلاعها الرأسية العالية، كأن تجد مجسمات فرعونية على الاعمدة الرأسية التي تشكل مدخل البناء، أو رموزاً بابلية أو آشورية، مع بقاء الاهتمام بالجانب الوظيفي للمبنى. امتد تأثير الحركة الى الهند والفلبين وأندونيسيا واسبانيا والارجنتين والبرازيل واستراليا. شهدت الحركة تراجعاً في أوائل الاربعينيات. وعاد الاهتمام بها يتجدد مرة أخرى مع نشوء تصميم الغرافيك في الثمانينيات.
مدرسة شيكاغو للعمارة:
انتشر طراز معماري على مستوى العالم في نهاية القرن التاسع عشر عرف باسم الطراز التجاري، والذي يشار اليه باسم مدرسة شيكاغو الاولى للعمارة. كانت من أوائل من دعا الى استخدام تقنية الانشاء باستخدام هياكل الفولاذ في المباني التجارية، وادخال المساحات الزجاجية العريضة. ومن هنا نشأت فكرة “نافذة شيكاغو” وهي نافذة من ثلاثة أجزاء: جزء مركزي زجاجي كبير محاط بشباكين أقل حجما.
مدرسة شيكاغو الثانية:
ظهرت في ستينيات القرن العشرين ووظفت مبدأ البناء باستخدام الابعاد الثلاثية مختلفة الارتفاعات، التي أطلق عليها اسم عمارة الانبوب، حيث تتكون من ثلاث أو أربع كتل معمارية. ابتكر الاسم المعماري فضل الرحمن خان الذي كان يعمل في مكتب للتصميم في شيكاغو في العام 1963، ويشار الى الافكار التي وضعها خان باسم مدرسة شيكاغو الثانية، واشتهرت ببناء ناطحات السحاب مثل برج ويليس الذي اكتمل بناؤه في العام 1973 وكان أطول بناية في العالم حتى العام 1998.
وهكذا يمكننا ملاحظة أن العمارة متغيرة ومتجددة مع تقدم وإختلاف التنوع الحاجات الأنسانية وقد عمل الانسان على تطوير العمارة وجعلها ملبية لحاجتة المعيشتة واكثر ملائمة للحضارة التي يبنيها على مختلف العصور