كثيـــراً مــاسمعــت هـذا الدعـاء في صغـري
ولطالمــا صدعت بـه مـآذن الجوامــع عقـب كـل صــلاة
ولطالمــا رددنــاه قبــل أن نبــدأ يومنــا فــي الكُتــاب
وكم أحببــت أن أقــف علــى نافـــذة منزلــي وأستمــع لــه
(( اللــهم أَدم عَلينــا نِعمـــةُ الأَمـــنَ والأمَــــان ))
وأحببتُ أن أُردده كثيراً حتى أصبح عــادة لــدي
لكنني لــم اتــوقف عــن التســاؤل
مــا هــو الأمــن ؟ مــا هـي نعمــة الأمــان ؟
فســألت أمــي والتــي أجابتنــي بأنه حينما ينام الفرد على فراشــة وهو آمن لا يخشى شيئــاً
وهكــذا فهمـت الأمــر
ودارت الأيــام
وإنشغلــت فـي هـذه الحيــاة
وتقدمت بالعمــر
وها أنــا الأن لم أعد ذلك الطفــل
وأصبح لــدي الكثيــر والكثيــر لأسعى لتحقيقه في هـذه الحيــاة
فقــد وصلـت لمرحلـة الشبــاب
لكـــــــــــن
دون سابــق إنــذار
عــادت لـي تــلك الذكريــات
والأيــام التــي كنت أتساءل فيهــا عن معنى ذلك الدعــاء
فـوعيت وأدركت بل وأحسست معنــاه الحقيقــي
في تــلك اللحظــة التــي
أضطــريت فيهــا للنــوم مع كافـة أفراد عائلتي في إحدى الغرف تاركةٌ فـراشي في الغرفة الأخرى
لمــاذا ؟
لأن هــذه في نظرنا تعــد أأمــن غــرفة في المنــزل
اضطــريــتُ للنـــوم
وأنــا أرتـدي الثيــاب المخصصة للخــروج مــن المنــزل
لمـــاذا ؟
خوفــاً من أن تــأتي قذيفـــة أو صــاروخ مــا ويحــل الصبــاح
وهنــاك من ينتشــل جثتـي مــن بين الحطــام
وأنــا لا أرتــدي ثيــاباً مناسبــة
……….
لأنه فـي تــلك اللحظــة
وعيـــت وفهمـت وأدركت معنــى هــذا الدعــاء
فقــــد
إنـــدلعت الحــرب فــي مدينتــي
وفقــدت نعمــة الأمـــن والأمـــان